هرب الطاغية وانتصرت ثورة شعب مصر المباركة وأعيننا على المستقبل لضمان تأسيس مصر جديدة

الله أكبر الله أكبر
انتصرت ثورة شعب مصر العظيم .. انتصرت دماء الشهداء وتضحيات الجرحى وعرق وجهد ومعاناة ملايين المتظاهرين والمعتصمين من أبناء مصر الذين سطروا صفحة ناصعة في التاريخ، وأذهلوا العالم اجمع بثراء هذه الثورة وسلميتها وحضاريتها، حيث هزم التحضر والسلم بريرة مبارك ونظامه المأفون البائد.
انتصرت مصر وإرادة شعبها وهرب الطاغية والكثير من رموز فساده، وتفكك حزبه الواطي المغتصب للسلطة والثروة والذي كان يزور بالبلطجة والقمع البوليسي ثم يزعم انه صاحب أغلبية العالم رآها أنها كبيت العنكبوت.
انتصرت مصر في المرحلة الأولى من مراحل الثورة وهي مرحلة إزالة الطاغية ونظامه وبقيت معركة كبرى لا تقل شراسة عن المرحلة الأولى وهي مرحلة التحول نحو تأسيس نظام دستوري مدني قوي يحمي حقوق وحريات الناس، ويمنع إمكانية أن يأتي طاغية جديد يستعبدنا وينهبنا ويعذبنا كما فعل الطاغية مبارك.
نريد قضاء قويا مستقلا يستطيع أن يقتص من الظالم ايا كان موقعه.
نريد انتخابات حرة تؤسس لمشروعية جديدة .. نريد إصلاحات اجتماعية تقلل الفوارق بين الطبقات وتكرس العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين.
وقبل كل ذلك وبعده نريد محاربة الفساد واستعادة ثروات مصر المنهوبة ونريد تضميد الجراح والإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين .. ونريد إلغاء قانون الطوارئ سيئ الذكر الذي أذلوا به الشعب.. نريد جهاز شرطة مدني يعمل في إطار الشرعية والقانون وليسوا جلادين وجلاوزة وعصابات مافيا.
إننا نعتذر لقراء موقعنا لأننا في المرحلة الأخيرة تخلينا عن المتابعة في الموقع لأننا نزلنا للشارع مثل زملائنا في مصر سواء متظاهرين أمام السفارة في لندن بشكل يومي أو متابعين ومعلقين في وسائل الإعلام المختلفة.
لقد كنا نعمل ونحلم معا من خلال هذا المنبر الوطني، وكم كانت تعترينا لحظات اليأس لما نجده من عنت وصلف وغرور للطغاة الذين صموا آذانهم عن الاستماع لصوتنا وصوت الشعب وكنا نخشى أن لا نرى هذا اليوم الذي تنتصر فيه إرادة الشعب ويسقط الطاغية الفرعون المجرم مبارك .. ولكن الله أكرمنا جميعا بشعبنا وبشبابنا الذين نعرفهم بصدقهم ورقيهم وقوتهم فأعز الله يهم مصر وجعلوا كل مصري يفخر في هذا اليوم بمصريته وبثورته.
نرجو أن تسامحونا على تقصيرنا لأن ما حدث خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أملى علينا ان نكون حيث يجب أن نكون.
ونحن لسنا موقعا تجاريا وليس لدينا موظفون بل جميعنا .. مثلكم قرائنا الأعزاء الذين نظنكم كنتم أيضا منشغلون بالثورة عن قراءة المواقع، وكذلك فقد بادر الطغاة منذ اليوم الأول للثورة في 25 يناير بضرب الموقع وإعاقته لعدة أيام.
مبروك عليكم النصر .. ومبروك عليكم التغيير .. واستمروا على يقظتكم حتى يتحقق التحول الديمقراطي الذي نريد ونحلم به لمصر.
عاشت مصر حرة عزيزة لأبنائها .. والحمد لله رب العالمين
(اسامه رشدى)