سرقة حذاء علاء مبارك أم سرقة وطن ؟

نقل موقع (النيلين ) خبرا تناقلته وسائل الإعلام على حد قول الموقع ، وهو خبر غاية في الطرافة تعرض له السيد علاء مبارك ، حيث سرق حذاؤه بعد أدائه للصلاة بمسجد أحد الأندية بالتجمع الخامس. ووفقا لرواية الموقع( النيلين) كان بصحبة السيد علاء مبارك المهندس سامح فهمي وزير البترول الذي أعلن بالغ غضبه على وقوع هذا الحادث في حين استقبله علاء بابتسامة قائلا: أنا الآن من عامة الشعب ورفض تماما مجازاة العاملين بالمسجد على هذه الواقعة وتم استدراك الأزمة بشراء حذاء آخر له.
الواقعة تبدو من الوهلة الاولى انها طرفة تثير الضحك ، ولكن من يتعمق فى تفاصيلها يدرك تماما انها ليست مجرد طرفة او نكتة من نكات الشعب المصرى المعروف بظرفه وخفة دمه حتى فى احلك الظروف والمعاناة التى يعانيها ، وسيدرك انها كوميديا سوداء تعكس صورة الواقع المزرى الذى تعيشه مصر ، فالسيد علاء مبارك رغم انه ابن سيادة الرئيس مبارك الا انه بشهادة الكثيرين يختلف عن ابيه و اخيه ، ويستحوذ على قدر كبير من حب الناس له واحترامهم ، بدت مظاهر هذا الحب عقب وفاة نجله “محمد ” فبكاه كل أب مصرى شعر بلوعة الاب عند فقدان الابن وشاركوه حزنه وألمه ودموعه .
علاء مبارك لم يحزن لسرقة حذائه لانه وجد من يشترى له اخر بديلا عنه ، ولكن ماذا عمن سرق وطنه ؟ من سيشترى له وطنا بديلا يعوضه عن وطنه المسروق والمسلوب والمنهوب ؟ وقابل امر سرقة حذائه بإبتسامة ، بينما نقابل نحن المصريون سرقة أوطاننا بالحزن والبكاء .
علاء مبارك رفض مجازاة العاملين بالمسجد وهذا كرم اخلاق منه لان الامر بسيط لا يتعدى فى نظره كونه مجرد سرقة حذاء .. ولكن هل الامر يكون بسيطا فى حالة سرقة الاوطان واستنزافها ؟ وهل الامر بسيط لا يحتاج لمجازاة العاملين فى الدولة الذين نهبوا وسرقوا وكدسوا الاموال من دم الشعب ، وحولوا حياة المصريين الى جحيم فنشروا الفقر ليعم البلاد ، وقضوا على كل مقومات الحياة الكريمة للمواطنين ؟
المهندس سامح فهمى وزير البترول الذى غضب من فعل سرقة حذاء ابن الرئيس .. ماذا يقول عن سرقة بترول وغاز مصر وتصديرهما بأبخس الاثمان للكيان الصهيونى بينما يعانى المصريون شح اسطوانات الغاز وارتفاع ثمنها الذى وصل الى 35 جنيه ؟ هل لديه مبررات يسوقها للمصريين الذين حرموا من ثروة بلادهم التى يتم نهبها فى وضح النهار رغم الاحكام القضائية الصادرة منذ نوفمبر 2008م من محكمة القضاء الإداري بوقف قرار الحكومة بتصدير الغاز الطبيعي إلى عدة دول من بينها إسرائيل ، لان الحكومة اتفقت على تصدير الغاز الطبيعي الى اسرائيل محددة سعر الغاز وكميته مشروط بمنع تغيير الأسعار لمدة 15 سنة. فى الوقت الذى أقرت الحكومة بأن سعر الغاز الذي يصدر إلى إسرائيل أقل من الأسعار العالمية …وحتى اليوم تماطل الحكومة وتقدم الطعون التى تبطل احكام القضاء فى تعنت واضح لاحكام القضاء ؟ والسيد سامح فهمى يعلن عن استياءه وغضبه لسرقة حذاء علاء مبارك ، بينما لا نجد هذا الغضب وهذا الاستياء لجريمة سرقة الغاز الطبيعى وكان المصريون قد تم تغطية احتياجاتهم منه ، وما يتم تصديره هو الفائض عن حاجاتهم !! السيد سامح فهمى يعلن أسفه لسرقة حذاء ابن الرئيس ولا يعلن أسفه وغضبه لسرقة ثروة الاوطان ؟
علاء مبارك ادرك قائلا عندما سرق حذاؤه : ( انا الان من عامة الشعب ) فعلا يا سيد مبارك انت بعد سرقة حذاءك أصبحت من عامة الشعب .. ولكن يا ترى من اى فئة من فئات الشعب ؟ من أى طبقة من طبقات الشعب ؟ من الطبقة العليا المحيطة بحراسة مدججة بعناصر الأمن تحرس مالك وعيالك أينما كنت ؟ ام من الطبقة الدنيا التى لا تجد قوت يومها ، ولا تجد من يحرس امنها ويصون عرضها فتوارت خلف القبور مع الاموات تشاركهم سكنهم ، وتزاحمهم فيه ، وتنتظر النظام وحكومته المبجلة تتعطف عليهم وترفعهم من درجات الموتى الى درجة الاحياء بعز وكرامة ؟ أم قصدت بقولك انك من عامة الشعب مساواتك بهم فى السرقة ؟!! انت تم السطو على حذاءك مجرد حذاء بينما هم تم السطو على كل مقومات حياتهم ..انت وسط حراسك وقوات امنك عجزت عن حماية حذاءك .. وعامة الشعب بلا امن ولا حراسة عجزوا عن حماية أوطانهم من لصوص المال العام ، ومن التزوير فى الانتخابات ، ومن الاعتداء على حرماتهم وارواحهم وكرامتهم ، واراضيهم التى تم تجريفها وتسقيعها وجنى المليارات من بيعها !! فأين هنا المساواة ؟
يا سيد علاء المصريون قدروا لك إنشاء جمعية خيرية ودينية تحمل اسم ابنك “محمد ” وكلنا شاهدنا دموع زوجتك حزنا على فراق فلذة كبدها وتعاطفنا معها ، ولكن من تعاطف مع الآلآف الامهات اللائى فقدن فلذات أكبادهن الذين راحوا ضحية الفقر والجوع والمرض فى عهد السيد الوالد ، وراحوا اما هجرة من جحيم مصر أو انتحارا نتيجة اليأس والاحباط الذى أصاب جيل بأكمله ، وراحوا غدرا اما قتلا على يد عناصر الشرطة ، أو ضياعا فى غياهب السجون .. فماذا تقول عن هؤلاء ؟ هل تختلف جريمة سرقة نظام الدولة للارواح والعقول عن سرقة الموت لحفيد رئيس الدولة ؟ بالطبع هناك إختلاف.. فالموت يسرق منا أحبابنا ولا تملك النفس أمام قضاء الله الا ان تكون راضية .. بينما النظام يسرق منا كل شىء إجبار وقسرا .. فتجد واجب العزاء والحزن والاسى يقدم لسرقة حذاء ابن الرئيس ..ولا عزاء لسرقة الاوطان !!
وفاء اسماعيل
20 -12 – 2010م

انا شخصيا زعلت على الجذمة

يعنى ابن الريس يمشى بالشراب

لكن الشعب مش مهم يمشى حافى حتى

الحمد لله على نعمة الاسلام