المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
احمد الشنهاب | ||||
scorpio | ||||
محمود عثمان | ||||
mr Ikramy | ||||
محمد عمرو | ||||
يحيي كشك | ||||
احمد عثمان | ||||
Dondon | ||||
ملك | ||||
عبدة جاد |
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
طيب النفس من النعيم
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طيب النفس من النعيم
طِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
روى أحمد وابن ماجه والحاكم بسند صحيح عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ:كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ e وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: نَرَاكَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ! فَقَالَ: أَجَلْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ e: ((لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ)).
هكذا أيها القاريء الكريم يتكلم الصحابة رضي الله عنهم في الغنى، وهم من هم؟ إنهم أتقى الخلق لله بعد الرسل والأنبياء، فهذه هي النفس؛ تفكر في الغنى، فأنت الآن تفكر في الغنى، وأنتِ أيتها القارئة تفكرين في الغنى، وأنا أفكر في الغنى، نعم أفكر في الغنى، ولم لا؟ والمال عمود الحياة؛ بعد الإيمان بالله U، فهو يساعدك على الراحة النفسية، وطاعة الله I دون شواغل وصوارف، فنعم المال الصالح للعبد الصالح، كما أخبر بذلك المصطفى e، ولكلٍ من الغنى هدفٌ، فقد يكون هدفُك من الغنى أن تبني لك قصراً تسكنُ فيه، وتشتري لك أحدثَ سيارةٍ، وتتمتعُ بمتاع الدنيا الزائل أنت وزوجُك فقط في طاعة الله أو في غيرها، دون أن تنظر إلى أهلِك وإخوانِك من المحتاجين، وآخرُ يكون هدفُه من الغنى أن يبنيَ لنفسه مسكنًا متواضعاً يسكن فيه، ولكن قبل ذلك يُحِبُّ أن يبني بيتاً لله يذكر فيه اسمُ الله أولاً، وآخرُ يكون هدفُه من الغنى أن يكونَ هو سبباً في التوسعة على الفقراء والمساكين والأيتام والمُعْوَزين المحتاجين، فينفق عليهم نفقة من لا يخشى الفاقة، وآخر يكون هدفه من المال أن يستخدمه في الدعوة إلى الله U بوسائلها المختلفة من طبع كتب وأشرطة وقفاً لله I، وكفالة دعاة إلى الله U، وعمل مشروعات تخدم دين الله، وآخرُ والعياذ بالله يكون هدفه من الغنى أن يُرفَع على الأعناق، وأن يشير الناسُ إليه بالبنان، وأن يكون أغنى رجلٍ في بلده، وأن يتابعَ الفنانين واللاعبين والراقصين والمطربين ليكون على صلة بهم وليكون من علية القوم. فأنت أيها الأخ الذي تفكر في الغنى، حدد هدفك منه، هل تريده لله؟ أم لأهداف أخرى؟ وأذكرك بالحديث الذي رواه ابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: ((مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ))
وهكذا يذكر الصحابة الغنى فيكثرون، فيقول لهم المعلمُ المربي المصطفى e: (لا بأس بالغنى لمن اتقى)، قَالَ السُّيُوطِيُّ رحمه الله فِي نَوَادِر الْأُصُول: (الْغِنَى بِغَيْرِ تَقْوَى هَلَكَة، يَجْمَعُهُ مِنْ غَيْر حَقِّهِ، وَيَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ، وَيَضَعُهُ فِي غَيْر حَقِّهِ، فَإِذَا كَانَ هُنَاكَ مَعَ صَاحِبِهِ تَقْوَى؛ ذَهَبَ الْبَأْسُ وَجَاءَ الْخَيْر) فأسأل الله أن يجعلنا من الأتقياء الأغنياء، وأذكر هذا الحديث الذي رواه مسلم عن عَامِرِ بْنِ سَعْد بن أبي وقاص قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ t فِي إِبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ، (وفي رواية الإمام أحمد، قَالَ: يَا أَبَتِ أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا فِي غَنَمِكَ وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ) فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)). أسأل الله أن يجعلنا من الأتقياء الأغنياء الأخفياء.
ثم بيَّنَ لهم النبي e أمرًاً هو من الغنى؛ لكن لا يخطر ببال، فقال لهم: (والصحة لمن اتقى خير من الغنى) فَإِنَّ صِحَّة الْجَسَد تُعِينُ عَلَى الْعِبَادَة، فَالصِّحَّة مَالٌ مَمْدُودٌ، وَالسَّقَمُ عَجْزٌ حَاجِزٌ لِعُمْرِ الَّذِي أُعْطِيهِ يَمْنَعهُ الْعِبَادَة، وَالصِّحَّة مَعَ الْعُمْر خَيْر مِنْ الْغِنَى مَعَ الْعَجْز، وَالْعَاجِز كَالْمَيِّتِ، فلو كنت مريضاً عاجزاً فلن تستطيع أن تعبد الله بصلاة ولا بصيام ولا بحج ولا بعبادة تحتاج لجهد وطاقة، أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، فالصحة تاج يتلألأ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
أقول لك أخي: الحمد لله على الصحة والعافية، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه، لو طُُلِبَتْ منك عينٌ واحدة مقابل مليون دولاراً، أو عقلةُ أصبعٍ من أصابعِ يدِك الجميلةِ التي صورها الله فأحسنَ تصويرَها مقابل مليون جنيهاً، أو سِنَّةً من أسنانك الأمامية مقابل مائة ألفٍ، هل سترضى؟؟؟ بالتأكيد لن ترضى، ولن توافق على ذلك، فلنحمد الله على ما نحن فيه، ونسأله أن يرزقنا رزقاً حلالاً واسعاً من فضله I، فليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس، أسأل الله أن يغنينا من فضله، وأن ينشر علينا رحمته، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
(وَطِيب النَّفْس مِنْ النَّعِيم) فَلِأَنَّهُ مِنْ رُوح الْيَقِين عَلَى الْقَلْب، وَهُوَ النُّور الْوَارِد الَّذِي قَدْ أَشْرَقَ، فَأَرَاحَ الْقَلْب وَالنَّفْس مِنْ الظُّلْمَة وَالضِّيق.
فإذا كانت نفسُك طيبةًً مرتاحةًً آمنةًً مطمئنةًً وكنت مؤمنًاً بالله عاملاًً صالحاًً فأنت في نعيمٍٍ مقيمٍٍ، لأنَّ الحياةََ بالإيمانِِ، ليست بالمادة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)}
قال أحد الفقراء المؤمنين المتقين الزاهدين الورعين الذي ذاق حلاوة الإيمان: "نحن في حالة لو اطلع عليها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف". فهو في حياة الرضا وحلاوة الإيمان.
ويقول أحد الصالحين: "إنه لتمر بالقلب أحوال أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم".
أسأل الله I أن يمدنا بنعيم الدنيا والآخرة، وأن يمتعنا بالصحة والعافية، اللهم أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، واكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك، وارزقنا المال الصالح، واجعلنا من الصالحين المتقين، وتقبل منا أعمالنا واجعلنا من المخلصين، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
أخوكم ومحبكم
أبو أحمد محمود الفقي[justify]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
روى أحمد وابن ماجه والحاكم بسند صحيح عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ:كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ e وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: نَرَاكَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ! فَقَالَ: أَجَلْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ e: ((لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ)).
هكذا أيها القاريء الكريم يتكلم الصحابة رضي الله عنهم في الغنى، وهم من هم؟ إنهم أتقى الخلق لله بعد الرسل والأنبياء، فهذه هي النفس؛ تفكر في الغنى، فأنت الآن تفكر في الغنى، وأنتِ أيتها القارئة تفكرين في الغنى، وأنا أفكر في الغنى، نعم أفكر في الغنى، ولم لا؟ والمال عمود الحياة؛ بعد الإيمان بالله U، فهو يساعدك على الراحة النفسية، وطاعة الله I دون شواغل وصوارف، فنعم المال الصالح للعبد الصالح، كما أخبر بذلك المصطفى e، ولكلٍ من الغنى هدفٌ، فقد يكون هدفُك من الغنى أن تبني لك قصراً تسكنُ فيه، وتشتري لك أحدثَ سيارةٍ، وتتمتعُ بمتاع الدنيا الزائل أنت وزوجُك فقط في طاعة الله أو في غيرها، دون أن تنظر إلى أهلِك وإخوانِك من المحتاجين، وآخرُ يكون هدفُه من الغنى أن يبنيَ لنفسه مسكنًا متواضعاً يسكن فيه، ولكن قبل ذلك يُحِبُّ أن يبني بيتاً لله يذكر فيه اسمُ الله أولاً، وآخرُ يكون هدفُه من الغنى أن يكونَ هو سبباً في التوسعة على الفقراء والمساكين والأيتام والمُعْوَزين المحتاجين، فينفق عليهم نفقة من لا يخشى الفاقة، وآخر يكون هدفه من المال أن يستخدمه في الدعوة إلى الله U بوسائلها المختلفة من طبع كتب وأشرطة وقفاً لله I، وكفالة دعاة إلى الله U، وعمل مشروعات تخدم دين الله، وآخرُ والعياذ بالله يكون هدفه من الغنى أن يُرفَع على الأعناق، وأن يشير الناسُ إليه بالبنان، وأن يكون أغنى رجلٍ في بلده، وأن يتابعَ الفنانين واللاعبين والراقصين والمطربين ليكون على صلة بهم وليكون من علية القوم. فأنت أيها الأخ الذي تفكر في الغنى، حدد هدفك منه، هل تريده لله؟ أم لأهداف أخرى؟ وأذكرك بالحديث الذي رواه ابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: ((مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ))
وهكذا يذكر الصحابة الغنى فيكثرون، فيقول لهم المعلمُ المربي المصطفى e: (لا بأس بالغنى لمن اتقى)، قَالَ السُّيُوطِيُّ رحمه الله فِي نَوَادِر الْأُصُول: (الْغِنَى بِغَيْرِ تَقْوَى هَلَكَة، يَجْمَعُهُ مِنْ غَيْر حَقِّهِ، وَيَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ، وَيَضَعُهُ فِي غَيْر حَقِّهِ، فَإِذَا كَانَ هُنَاكَ مَعَ صَاحِبِهِ تَقْوَى؛ ذَهَبَ الْبَأْسُ وَجَاءَ الْخَيْر) فأسأل الله أن يجعلنا من الأتقياء الأغنياء، وأذكر هذا الحديث الذي رواه مسلم عن عَامِرِ بْنِ سَعْد بن أبي وقاص قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ t فِي إِبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ، (وفي رواية الإمام أحمد، قَالَ: يَا أَبَتِ أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا فِي غَنَمِكَ وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ) فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)). أسأل الله أن يجعلنا من الأتقياء الأغنياء الأخفياء.
ثم بيَّنَ لهم النبي e أمرًاً هو من الغنى؛ لكن لا يخطر ببال، فقال لهم: (والصحة لمن اتقى خير من الغنى) فَإِنَّ صِحَّة الْجَسَد تُعِينُ عَلَى الْعِبَادَة، فَالصِّحَّة مَالٌ مَمْدُودٌ، وَالسَّقَمُ عَجْزٌ حَاجِزٌ لِعُمْرِ الَّذِي أُعْطِيهِ يَمْنَعهُ الْعِبَادَة، وَالصِّحَّة مَعَ الْعُمْر خَيْر مِنْ الْغِنَى مَعَ الْعَجْز، وَالْعَاجِز كَالْمَيِّتِ، فلو كنت مريضاً عاجزاً فلن تستطيع أن تعبد الله بصلاة ولا بصيام ولا بحج ولا بعبادة تحتاج لجهد وطاقة، أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، فالصحة تاج يتلألأ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
أقول لك أخي: الحمد لله على الصحة والعافية، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه، لو طُُلِبَتْ منك عينٌ واحدة مقابل مليون دولاراً، أو عقلةُ أصبعٍ من أصابعِ يدِك الجميلةِ التي صورها الله فأحسنَ تصويرَها مقابل مليون جنيهاً، أو سِنَّةً من أسنانك الأمامية مقابل مائة ألفٍ، هل سترضى؟؟؟ بالتأكيد لن ترضى، ولن توافق على ذلك، فلنحمد الله على ما نحن فيه، ونسأله أن يرزقنا رزقاً حلالاً واسعاً من فضله I، فليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس، أسأل الله أن يغنينا من فضله، وأن ينشر علينا رحمته، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
(وَطِيب النَّفْس مِنْ النَّعِيم) فَلِأَنَّهُ مِنْ رُوح الْيَقِين عَلَى الْقَلْب، وَهُوَ النُّور الْوَارِد الَّذِي قَدْ أَشْرَقَ، فَأَرَاحَ الْقَلْب وَالنَّفْس مِنْ الظُّلْمَة وَالضِّيق.
فإذا كانت نفسُك طيبةًً مرتاحةًً آمنةًً مطمئنةًً وكنت مؤمنًاً بالله عاملاًً صالحاًً فأنت في نعيمٍٍ مقيمٍٍ، لأنَّ الحياةََ بالإيمانِِ، ليست بالمادة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)}
قال أحد الفقراء المؤمنين المتقين الزاهدين الورعين الذي ذاق حلاوة الإيمان: "نحن في حالة لو اطلع عليها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف". فهو في حياة الرضا وحلاوة الإيمان.
ويقول أحد الصالحين: "إنه لتمر بالقلب أحوال أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم".
أسأل الله I أن يمدنا بنعيم الدنيا والآخرة، وأن يمتعنا بالصحة والعافية، اللهم أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، واكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك، وارزقنا المال الصالح، واجعلنا من الصالحين المتقين، وتقبل منا أعمالنا واجعلنا من المخلصين، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
أخوكم ومحبكم
أبو أحمد محمود الفقي[justify]
رد: طيب النفس من النعيم
بارك الله فيك يا شيخ محمود حقيقى بارع فى انتقائك
حقيقى سعيد بما قرأت
ولا استطيع سوى تكرار قوله تعالى (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ))
وتزكية النفس بالاعمال الصالحة والطاعه رزق والقناعه رزق وطيب النفس ايضا رزق والحكمة رزق
شكرا على ما تألقت به
حقيقى سعيد بما قرأت
ولا استطيع سوى تكرار قوله تعالى (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ))
وتزكية النفس بالاعمال الصالحة والطاعه رزق والقناعه رزق وطيب النفس ايضا رزق والحكمة رزق
شكرا على ما تألقت به
رد: طيب النفس من النعيم
بارك اللة فيك يا شيخ محمود احسنت وربنا يقوى ايمانك
محسن عبد الهادى
محسن عبد الهادى
الشاعر محسن عبدالهادى- عضو مميز
- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 20, 2012 7:52 am من طرف ahmed ibrahem
» سجلوا معنا وشاركونا فى موقع القارئ العالم العلم القرءانى الكبير صاحب الفضيله مولانا الشيخ أحمد حامد السلكاوى حفظه الله لخدمة كتابه العزيز وللعطاء القرءانى
السبت أكتوبر 06, 2012 1:04 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» تم بحمد الله تعالى إفتتاح موقع العلم القرءانى الإذاعى الكبير فضيلة القارئ العالم الشيخ /أحمد حامد السلكاوى أطال الله عمره للعطاء القرءانى وفتح الله له مفاتيح الخير ونسعد بإنضمامكم وتسجيلكم معنا فى المنتدى فهيا شاركونا وجزاكم الله خيرا
الخميس سبتمبر 27, 2012 12:38 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» الصفحه الرسميه للشيخ محمد حامد السلكاوى
الخميس سبتمبر 27, 2012 12:29 pm من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» القارئ المبتهل الشيخ أحمد محمد السلكاوى ..بالزى الجديد2012
السبت سبتمبر 15, 2012 11:34 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» الشيخ محمود السلكاوى ..ختام عزاء والدة الحاج/حسب زغلول بسلكا مركز المنصوره
السبت سبتمبر 15, 2012 5:03 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» قارئ المستقبل القارئ إبن القارئ الشيخ محمود محمد السلكاوى ..ورائعة ختام عزاء بسلكا
الجمعة سبتمبر 14, 2012 11:07 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» عملاق القراء الشيخ محمد حامد السلكاوى ...ورائعة الكهف بسلكا مركز المنصوره
الجمعة سبتمبر 14, 2012 10:58 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح
» القارئ المبتهل الشيخ أحمد محمد السلكاوى ..من أعلام القراء والمبتهلين بمصر والعالم الإسلامى
الجمعة سبتمبر 14, 2012 10:48 am من طرف عمادالدين سليمان صلاح