توبة رجل على يد ابنة الصغيرة

كان هذا الرجل يعيش فى لهو ولعب وضياع منذ سنوات طويلة لم يدخل المسجد ولم يسجد لله سجدة واحدة ويشاء السميع العليم أن تكون توبتة على يد ابنتة الصغيرة فيروى القصة فيقول كنت اسهر مع رفقاء السةء فى لهو ولعب وضياع قال وفى يوم من الايام جئت من احدى سهراتى العابثة فوجدت زوجتى وابنتى وهما تغطان فى ثبات عميق قال فاتجهت الى الغرفة المجاورة لاكمل ما تبقى من سعات الليل امام جهاز الفديوا لمشاهدة بعض الافلام الساقطة قال الرجل وفجأة فتح باب الغرفة فإذا هى ابنتى الصغيرة التى لم تتجاوز سن الخامسة من عمرها قال فنظرت الىَ نظرة تعجب نظرة احتقار وبادرتنى قائلة عيب عليك يا والدى اتقى الله ( رددتها ثلاث مرات)ثم ذهبت قال الرجل فجلست حائر ثم اغلقت جهاز الفديوا ثم ذهبت الى الغرفة فوجدتها قد عادت الى اثرها (اى الى فراشها)قال وما هى الا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمذق سكون الليل الرهيب مناديا لصلاة الفجر قال فقمت فتوضأت ثم ذهبت الى المسجد قال فكبر الامام وقرأ ما تيسر له من القرآن وما ان سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتى على الارض حتى انفجرت ببكاء شديد لا اعلم له سبب قال كان هذا البكاء فاتحة خير لى لقد خرج مع هذا البكاء كل ما فى قلبى من كفر وحقد وفساد ونفاق قال ثم جلست فى المسجد حتى حان وقت العمل قال ثم ذهبت الى العمل فلما دخلت على صاحبى استغرب حضورى مبكرا فلما سألنى عن السبب اخبرتة بما حدث لى فقال له صاحبة احمد الله على ان سخر لك تلك الابنة المباركة التى ايقظتك من غفلتك قال فجلست فى العمل حتى حان وقت صلاة الظهر فطلبت من صاحبى ان يتسلم عملى قال فذهبت الى المسجد الذى فى مكان العمل فصليت الظهر قال وبعد الصلاة رايت نفسى فى شوق شديد لرؤية تلك الابنة المباركة فكنت اشعر بأن اقدامى تسابق الريح قال فلما ذهبت الى البيت وجدت زوجتى واقفة امام باب المنزل على غير عادتها قال فصرخت فى وجهى وقالت لى أين كنت قال كنت فى العمل قالت له اتصلنا بك كثيرا فلم نجدك فاين كنت قال كنت فى المسجد الذى فى مكان العمل فما الذى حدث وما الذى جعلك تقفين امام باب المنزل فى هذه الساعه فقالت له لقد ماتت ابنتك قال فلم اتمالك نفسى من البكاء ثم اتصلت على صاحبى وقلت له لقد ماتت ابنتى لقد مات النور الذى اضاء لى الطريق فجاء إليه صاحبه مسرعا ثم دخل المغسل فغسلها ثم ذهبوا بها الى المسجد فصلوا عليها ثم ذهبوا بها الى المقبرة فقال له صاحبه خذ ابنتك وضعها تحت التراب (وصدق قول الشاعر حين قال ) ( كل باك فسيبكى * ومل ناع فسينعى* وكل مزخور سيفنى * وكل مزكور مذكور سينسى * ليس غير الله يبقى *من علا فالله اعلى ) فبكى الناس جميعا من حوله بكاء مريرا حتى كادت قلوبهم تتقطع حزنا على تلك الابنة المباركة* انتهت القصة وهكذا ايها الاحبة الكرام الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا قال الله سبحانه وتعالى ( فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقديمون) صدق الله العظيم فنسأل الله ان يرزقنى واياكم حسن الخاتمه انه ولى ذالك والقادر عليه وجزاكم الله خيرا والسلام عليم ورحمة الله وبركاته