افتقدنا لمعاني الانسانية في الحياة !؟

دُقَّ (والفعل ماضي) ناقوس الخطر وقيل هناك نقص في مخزون الاخلاق الانسانية ، وتم رفع حالة التأهب للقصوى !! لكن لم يكن هناك الاستجابة المطلوبة وبدأ طوفان اللاأخلاقيات يُغرق كل من يقف عكس التيار !!

مُنذ امد بعيد وكانت تعلو صرخات التحذير في كل الارجاء ومن كل مكان ، "هناك نقص في إمدادات الإيمان و موارد التربية الاسلامية ، والقدوة الحسنة نفذت " ، لكن احد لم يعيّ ما ترمي إليه تلك الرسالة ، تجاهل الجميع ضوء الانذار الاحمر وهذا ما آل إليه مصيرنا ، (زوال الاخلاقيات الانسانية)..

لكن ، اولا دعونا نراجع معنى الانسانية لعلنا نتذكره ..

_الإنسانية : هي كل مشاعر نبيلة يرسلها الإنسان لكي يمسح بها دمعة ألم عن إنسان أو حيوان أو نبات ، هي الاحساس بمن حولك فتفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم ، هي انعدام النفاق ، وتنامي الصدق و المحبة و التكافل الاجتماعي و العدل ..

_جاءت الانسانية جامعة لكل الاجناس والأمم تتجاوز اطر الزمان و المكان فتوحد الشعوب وتحقق التواصل بين الاجيال ، فهي اقرب الى قلب الانسان من شريانه ، ترفض ان ننكر بعضنا و نجرح غيرنا ، لأن الانسانية ازدواجية العقل بحكمته و القلب بعاطفته .

* قيل قديما أن الانسان ذئب لأخيه الانسان ، ففقد العالم على اثرها توازنه ولم يسترجعه إلا حينما قال
الإسلام: المسلم أخو المسلم لا يِؤذيه ولا يضره .أفلا تجد أن الانسانية قبل أن تدعو اليها الأنظمة العالمية دعت اليها الشريعة الاسلامية السمحة ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، ثم يقول بأبي هو وأمي صلوات الله عليه : ( بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) [رواه مسلم:2564] .

انظروا إلى تأسيس المجتمع الحقيقي في اربع سطور جامعة لكل خير نافية لكل شر .. فداك نفسي يا رسول الله ..

* قال الله تعالى { ياأيها الإنسان ...} هنا خاطب الله عز وجل الإنسان منادياً أكرم مافي كيانه وهو إنسانيته التي تميز بها عن سائر الأحياء فهو أكرم من خلق الله ، وقال تعالى: { ولقد كرمنا بني أدم }
.. لكن اين ضاعت الانسانية التي خلقنا الله بها ، أتراها ضاعت في دواخلنا ؟! ام انها اختفت وذابت مع مصاعب الحياة ..؟!


وقد نالت الانسانية نصيبها من اقلام الشعراء ،اليكم اجمل ما قيل فيها :





ازرع جميلا ولو في غيـر موضعـهفــلا يضـيـع جمـيـل أينـمـا زرعـــا
مـن يفْعـل الخيـر لا يعـدم جـوازيـهلا يذهـب العـرف بيـن الله والنّـاس
وان الـذي بينـي وبيـن بـنـي أبــيوبـيْـن بـنـي عـمّـي لمخْتـلـف جــدا
فـانْ أكلـوا لحمـي وفـرْت لحومـهـمْوانْ هدموا مجْدي بنيت لهـمْ مجْـدا
و لا أحْــل الـحْــد الـقـديـم علـيْـهـموليْس رئيس القوم من يحْمل الحقد




حقيقة ، انه لمن سوء الحظ ان تفوتنا تلك الدعوات و يصل إلينا ذلك الطوفان مقتلعا بفتن الدنيا كل من يقف عكس التيار ويحاول الاصلاح ، ياله من واقع مؤلم !
حينما نكون اسرة واحدة ولا يسال الآباء عن ابنائهم ، ياله من شيء يحز في النفس الضعيفة عندما يتجاهل الإخوة بعضهم ، فيمرض احدهم ولا يعودوه وينجح احدهم ولا يهنئوه !!
اصبحنا نستغرب سؤال احدهم عنا ونظنه انما سأل لمصلحة يرجوها ، اضحت الانسانية غريبة و الظلم والمهانة هي الاخلاق السائدة على اطباقنا اليومية نتجرعها ونستسيغها ونتعود عليها ..!!

يعتصر قلبي الالم وانا اعرض لكم بعض لوحات الحياة القاتمة والتي تاهت عنها بهجة الانسانية ، لكن انا متأكدة ان بداخل كل منكم قلب يتسائل الى متى والانسانية في سبات ، الى متى والانسانية مُغيبة عن مجالسنا ...

لذلك ومن هنا اعلن لكم عن سفينة المحبة سفينة الانسانية سفينة الكرامة و العدل ، وليلحق بالركب كل من أراد ان يعيش بسلام ، وليقطع التذاكر كل من كان له ضميرا حيَّ ...

طبعا يا أبوحميد أنا معاك في 90 % من كلامك الجميل
بس في إعتقادي إنها قلت شوية بس بردوا في حاجات حلوه كتير موجوده

شكراااااااااااااااا ع الموضوع الاكثر من راائع
وفعلا لو الانسانيه مازالت بنفس معاها حتى الان لتغيرت الحياه باكملها ولكنها قلت فى الزمن ده
وتسلم الايادى ع الموضوع الجمييل