رجاء من سيادة الرئيس حسنى مبارك

كان العنوان المفترض لهذا المقال هو “اختبار مبارك”، وتذكرت أننى صعيدى، والصعيدى تعود على احترام الكبير والضعيف، ووجدت أن الصفتين تنطبقان على الرئيس فهو كبير فى السن وضعيف فى الصحة، بالرغم مما يملك من عتاد فى المال والطب وأسلحة فى السلطة، وقررت تغيير عنوان النية إلى العنوان الواقف أعلاه. وأردت أن تكون مفرداتى حانية رقيقة على غير المألوف مع الرئيس، وأن ينسى مؤقتا ماسبق منى من ألفاظ داعبته فأسالت دمه بحق الله والوطن، ينسى لا لأننى تبرأت منها أو اعتذر –لاسمح الله- عنها بل لان الظرف تغير، وأنا لم أتغير، فتغيرت لهجة الخطاب فى لحظة ضعف لرجل هرم قدم من رحم مؤسسة عسكرية لها احترامها فى نفوس المصريين، وما أفعله هو الاستثناء الذى لايقاس عليه ولن أكرره ثانية فهذه لحظة استعطاف لا علاقة لها بقائلها بل علاقتها بالموجهة إليه من أجل رجل استبد به العند فأضاع نفسه ووطنه، وخان العهد ولم يف بالوعد الذين قطعهما على نفسه عند استلامه مقاليد الأمور عام 1981، وللأمانة أخاطبه صادقا وأرجوه وأكرر وألح فى الرجاء من سيادته (ارجو ملاحظة ما أكتب من رجاء وسيادة وهما أثقل على من الدين، والدين أثق على المرء من حمل الجبال)، قلت ومازلت اكرر الرجاء أن تستقيل ياسيادة الرئيس مبارك من الحزب الوطنى ومن رئاسته فورا، احتراما لوطن إن كنت تحبه وحريصا عليه، وخوفا على شباب من بطش جلاد الداخلية حامى اللصوص العابث بأمن، شباب قرروا الخروج يوم الثلاثاء 25/1/2011 عشقا فى وطنهم وحبا فى حريته. أقولها مخلصة لك ولأسرتك أيضا أرجو أن يستقيل معك ابنك جمال مبارك من الحزب المدعو كذبا بالوطنى. وتعلم كما يعلم الجميع أن اعتلاء جمال مبارك ظهر الحزب الوطنى لم يكن بهذه السهولة ولا هذه السرعة لولا أنه ابن الرئيس. ولاتصدق من حولك فهم منافقون ولايعنيهم إلا ثرواتهم ووجاهتهم ويريدونك وابنك وزوجتك مظلة تقيهم من النقد وتحميهم من غضب الشعب وتمنحهم فرصة لمزيد من النهب وتجريف الدولة. وانظر لمواقف المقربين من الرئيس التونسى المخلوع”زين العابدين بن على” الذين ائتمنهم ووضعهم فى السلطة، إنهم أول من تبرؤا منه وفضحوا أمره واشاعوا فساد أسرته، فالمظلة طارت بها الرياح، ويبحثون اليوم عن مظلة أخرى واستفادة أخرى. سيقال نفس الكلام من المقربين لديكم عنكم وعند رحيلكم غدا سواء بثورة الناس أو بقضاء الله، أو أى الأجلين أقرب. حاول سيدى الرئيس أن تفعل فى نهاياتك ماعجزت عنه فى بداياتك، وانظر للتاريخ ستعرف أن المنافقين وحدهم هم الذين استمروا مع الحاكم حتى النهاية، وعندما رحل كانوا أول المنقلبين عليه.. والسادات مثالا واضحا.
ارجوك أن تعلن استقالتك من الحزب الوثنى أنت وابنك، إن فعلتها واستقلتما وانسحبت السيدة زوجتك فسيكون هذا خير عظيم تختمون به حياتكم، وتذكر قول الله تعالى ” إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ “. وإذا عصالك ابنك وزوجتك فدعهما لسبيل حالهما ولما اختاروه من طريق نهايته معروفة وغير مأمونة إلا للشرفاء والوطنين الذين حافظوا على سيادة الدولة وأموال الشعب، وانجو بنفسك واعلن انسحابك، ماتبقى لك فهو قليل، والتغيير قادم لامحالة، وتونس نموذجا.
لايوجد أعظم من هذا الرجاء ولا اسهل من هذا النداء ولا أيسر من هذا الاختبار، أتمنى أن تفعلها يا سيادة الرئيس قبل يوم 25يناير 2011، وإذا لم تستطع أن تنجز هذا الرجاء البسيط فهل يكون هناك أمل فى إحداث أى إصلاح أو تغيير للأحسن فى عهدكم؟ إن حدث فسيكون للأسوأ وعليكم بتحمل تبعات مايحدث. المسئول العظيم هو الذى يصغى لشعبه وينزل على رغباته وينفذ ما يطلب منه، وأنا لست طالب مال ولاساعيا وراء سلطان.. كل ما أريده أن نعيش أنا وأولادى ومن يريد بحرية وكرامة.
رجاء أن تتأمل مشهد المنافقين الذين يصرون على ترشيحك فترة سادسة باعتبارك صمام الأمان، لنفرض أن نفاقهم صحيح، ألم تسأل نفسك وإلى متى ستعيش؟ وهل ستخلد؟ وماذا لو مت الآن ياسيادة الرئيس؟ هل نستنسخك أم نطالب بابن الرئيس؟ مات سيد البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمرت الحياة، ومات زعيم العالم العربى وحللت أن مكانه، فهذه سنة الحياة.
أكرر المطلوب من سيادتك -والسيادة كما تعلم لله- هو استقالتك من رئاسة الحزب الوطنى، ما أسهلها مهمه على عاشقى الوطن وما أصعبها مهمه على كارهيه. فى انتظار ردك قبل يوم 25 يناير 2011.
فى النهاية هل أنت جدير بكلمة سيدى، إن كنت غير جدير بها فأنا أهل لها.. بلاغرور.
(يحيى القزاز)
21/1/2011

اعتقد بأن الكذبة الكبرى ان مايحدث حول سيلدتة من الواضح ان سيلدتة يعتقد انة فى الصالح العام للشعب