كلمتان مهمتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
فبداية أشكر لله عز وجل على توفيقه وامتنانه ونعمه، ثم أشكر لإخواننا المنظمين لهذه اللقاءات، وأسأل الله تعالى أن يجعل أعمالهم خالصة متجردة لله رب العالمين، ثم لصالح بلدنا الحبيب مصر، زادها الله أمنا وأمانا، واستقرارا واطمئنانًا.
أيها الحضور الكرام! أولاً: لقد كان لي موقف في هذا المكان في الأسبوع الماضي، هذا الموقف أثار اعتراض جمهور الناس، فأوَّلَه كثير من الشباب تأويلات عديدة، وليس المجال مجال سرد وذكر لما بلغني من تأويلات الناس لهذا الموقف، ولمَّا كان جمهور الناس قد خطَّأوا موقفي هذا؛ فلا مناص من أن أُقَدِّمَ وبكل عزة اعتذاري لجميع إخواني اللذين أولوا الموقف على أنه خطأ مني، وكلنا بشر نصيب ونخطيء، وليس أحد منا معصومًا.
ثانيًا: أريد أن نكون جميعًا متفقين في أمر مهم يجب أن يكون بيننا في حواراتنا، وهو أن لا يتحدث متحدث –من أي طرف– إلا في النقطة المطروحة فحسب دون أن يتطرق لنقاط غير مطروحة ليستأثر كثيرًا من الوقت لحسابه، وأن ينصت الجميع للمتحدث أيًّا كان، فالكل يستطيع أن يسمع في وقت واحد، ولكن لا يستطيع اثنان الحديث في وقت واحد، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم أنصت الجميع له، وكذا إذا تكلم أحد كان رسول الله أشدَّ الناس إنصاتًا له حتى وإن كان من المشركين، وهذا واضح من خلال قول عتبة بن ربيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي! أراك أوسطنا بيتا وأفضلنا مكانا، وقد أدخلت على قومك ما لم يدخل رجل على قومه مثله، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك أن يجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تطلب شرفا فنحن نشرفك حتى لا يكون أحد من قومك أشرف منك ولا نقطع أمرا دونك، وإن كان هذا عن ملم يصيبك فلا تقدر على النزوع منه بذلنا لك خزائننا حتى نعذر في طلب الطب لذلك منك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، فقال رسول الله: فاسمع مني......" اسمع مني ولا تقاطعني كما أنني لم أقاطعك.
هكذا ما ينبغي أن يكون بيننا .. وهذا ما أردت أن أذكره في هذا الموقف، وما مثلي ومثلكم إلا كقول القائل:
يا أيها الرجل المعلم غيره .. .. هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها .. .. فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى .. .. بالرأي منك وينفع التعليم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته